تجارب بسيطه للشباب الناجح
كان والدي يعمل سائقا في فترة من الفترات, وكان يتمني أن أتعلم القيادة, لكني كنت خائفا جدا من هذه التجربة, وكنت دائما أقول له "لن أستطيع , أنا أعتبر السيارة عدوا شخصيا لي, ودائما ما أتخيل نفسي ضحية تحت عجلاتها"
وتمر السنوات .. وفي يوم يصاب والدي بكسر في قدمه .. وقتها توقف مصدر رزقنا , واخذ أبي يبحث عن سائق يقود سيارته حتي يعفو عنه الله .. وكثيرا ما كنت أردد لنفسي: لو كنت قادرا على القيادة الآن لكان بإمكاني مساعدة والدي" ..
وأخيرا اتخذت قرارا بضرورة تعلم القيادة في أسرع وقت.. وقررت أن يعلمني عم جمال القيادة, فعلمني درساً لن أنساه أبدا
جلست بجانبه وهو يشرح لي ما ينبغي عمله ثم صعد بي إلى كوبري علوي وسألني هل تستطيع القيادة؟ فقلت علي الفور لا .. فأوقف عم جمال السيارة في منتصف الكوبري وقال "أنت ستقود السيارة من هنا" فأصبت بالهلع وصرخت : لن يمكني ذلك .. لكنه نزل من السيارة وتركني داخلها .. وتوقفت السيارات خلف سيارتي وارتفع صوت الكلاكسات .. كل شئ كان يطالبني بالتحرك وصوت عم جمال يتردد: يمكنك أن تفعلها أنا واثق ,, وبالفعل أدرت المحرك وبدأت التحرك بالسيارة و .. ونجحت.
هذه بعض كلمات مصطفي فتحي الكاتب الصحفي(26 سنة) في كتابه الأول " ماتيجي ننجي" الصادر عن دار أجيال بالقاهرة, تدور فكرة الكتاب الأساسية حول النجاح , وكيف استطاع بعض الشباب أن يجتهدوا ويحجزوا لأنفسهم مكانا في سلم الناجحين .
ويتضمن الكتاب تجربة مصطفي فتحي الشخصية مع النجاح وكيف استطاع ان يغير حياته للأفضل ويصل إلي منصب مدير تحرير لواحدة من كبري مجلات الشباب في مصر وهو في سن صغيرة ، وحوارات مع مجموعة من الشباب الذين استطاعوا التغلب على المعوقات لإحراز التقدم في حياتهم العملية ، واختتم الكتاب بحوار مع المطرب عمرو دياب .
مفيش واسطة
يقول مصطفي عندما كان عمري 22 سنة وأصبحت مدير تحرير واحدة من أهم المجلات الشبابية في مصر .. وكان السؤال الذي يتردد كثيرا "كيف استطعت تحقيق ذلك رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر ورغم البطالة, وكان يرد بأن النجاح سلم , وكل ما تحتاجه هو شخصية ايجابية ..قادرة علي المغامرة وعلي تحمل نتائج المغامرة بصدر رحب.
يقص علينا مصطفي فتحي بدايته مع التنمية البشرية" حضرت دورة تدريبية عبر الانترنت حول تطوير الشخصية, ومثل أغلب الشباب العربي لم أكن أركز كثيرا في شخصيتي أو يمكنك أن تقول "كنت عايشها وخلاص", وبعد أن قرأت كثيرا في مجال التنمية البشرية بدأت أفهم ..فجأة اكتشفت أن حياتي تتغير ونجاحي يزيد أصبحت شخصا مبدعا لا التفت إلي ما يقوله غيري من تعليقات سلبية محبطة ولا القي بالا لمن يحاول أن يمد يده –مدعيا حسن النية- ويجذبني للخلف!!
في هذه الفترة بدأت أنمي مهارة الإبداع بداخلي , ساعدني علي ذلك معرفتي أنها مهارة مكتسبة.
كانت نصائح الدورة التدريبية تدفعني لعمل فلاش باك ومحاكمة الماضي, ووضع حياتي تحت الميكروسكوب, وتطلب مني أن أبدع ولو قليلا في كل مجال.
تحقيق الحلم يبدأ بفكرة
بدأ مصطفي في تنفيذ بعض الأفكار البسيطة والتي ساعدته على التغيير, ومنها قراره بتعلم فن تحريك العرائس, وقام بشراء كاميرا ديجيتال وبدأ يجرب التصوير الفوتوغرافي حتي وصل إلى مستوى أهله للمشاركة في المسابقة السنوية لساقية عبد المنعم الصاوي, كما بدأ يمارس رياضة المشي في الصباح, بدأ يجلس مع نفسه في نهاية اليوم وقبل النوم مباشرة ويتخيل كل شئ وأي شئ, تبادل عمله مع زميل له ليوم واحد فقط , تعلم ترتيب غرفته وغسل ملابسه بنفسه, حاول أن يصنع مكتبة خشبية لكتبه , غير من ترتيب الديكور في مكتبة وغرفته, أصبح يحلم كثيرا بالنجاح, أصبح ينتبه إلي الأفكار الصغيرة ولا يتعامل معها بإهمال, صار يفترض أن كل شئ ممكن.
ويؤكد مصطفي أنه ربما يكون الفارق بينه وبين أغلب الشباب هو أنه يحترم "الحلم", ويعتبره نعمة كبري من الله.
سر النجاح
يجب أن نعلم أن بداخل كل منا طاقة, يمكنه استثمارها بالكيفية التي يرغب فيها,وهذه الطاقة يمكنها أن تساعدك علي تحقيق كل أحلامك ورغباتك المهم أن تصاحب نفسك وتتعرف علي قدراتك الداخلية عن قرب, وكما يقول سقراط " اعرف نفسك", وإذ لم تجد شخصا يشجعك فشجع نفسك بنفسك , الموضوع ليس صعبا ..ولا هو من قبيل الخيال العلمي رغم ان الخيال العلمي نفسه يتحول مع مرور الوقت إلي حقيقة وواقع!! فالعالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلي أين هو ذاهب.
وأي شيء جميل في الحياة يتطلب التحرك من أجله وكذلك النجاح .. لو قررت أن تلغي فكرة أن النجاح صعب ستجده أسهل مما تتوقع.
طبعا تقدر تنجح
يقول مصطفي : "دعني أقص عليك قصة "أحمد نشأت" الشاب المصري صاحب الـ23 عاما.. باختصار شديد يمكنك أن تعتبر أحمد اصغر منسق أنشطة في مصر.
يقول احمد "كنت ما أزال طالبا أدرس الصحافة في الجامعة, وأبحث عن مكان أتدرب فيه وفي يوم قابلت صديقا لي يدرس معي الإعلام, قلت له تعال معي يا محمود نذهب إلى إحدى المجلات فقال لي : وماذا سنفعل هناك؟
- أجبته قائلا : نتدرب على الكتابة الصحفية؟
لكن صديقي رفض متعللا بعدم وجود واسطة معنا وهنا وجدت نفسي اقول له في تلقائية أنا عندي واسطة في هذا المكان ستساعدنا كثيرا.. لكن الحقيقة هي اني لم أكن أعرف أحدا .
وفعلا وصلنا المجلة وأثناء دخولنا المكان قلت لصديقي "أنا لا أعرف أي شخص هنا لكني واثق أننا سننجح!ودخلنا مقر المجلة
- مساء الخير
- مساء الخير
- لو سمحت أحنا كنا عايزين نتدرب في المجلة
- طب ومالكم داخلين حاميين أوي كدا؟ علي العموم تفضلوا, ثواني"
بعد دقائق كنا نجلس مع مسئول التحرير بالمجلة , تحدثنا عن أحلامنا وعن طموحنا ,.وأننا تعبنا كثيرا في البحث عن عمل ولم نوفق لان الجميع يشترط خبرة أو واسطة!!
- هنا لا نحتاج لأي واسطة.. نحتاج لعقول واعية وحماس
يقول أحمد : في هذه المجلة بدأت أكتب وأتعلم من كل من حولي.. ومرت الأيام حتي أصبحت المنسق التنفيذي للأنشطة الخارجية بالمجلة حتي قبل أن أتخرج من الجامعة!
ويرى مصطفي أن قصة أحمد هي مثال عملي علي فكرة الكتاب والتي تدور علي أن الله ميز الإنسان عن باقي خلقه بالعقل,والعقل معمل أفكار يعمل بالليل والنهار طوال سنوات عمر الإنسان, لا يتعب ولا يتوقف إلا بالموت.
فالنجاح يعني الإيمان, والنجاح يعني الحصول علي مال وفير لشراء كل ما تريد من بيت جميل وسيارة حديثة والعيش مع زوجة صالحة وبنين أصحاء والارتقاء إلى أعلى المناصب.
والنجاح يعني احترام الذات والثقة بالنفس والحصول على احترام الآخرين , ولكي تنجح كن مؤمنا بالنجاح, وإلا فالنتيجة ستكون الخسارة.
حظي سيئ
هناك أناس لم ينالوا من التعليم سوي القليل ولكنهم اذكياء بالفطرة وحققوا كل ما كانوا يحلمون به, وفي المقابل هناك من حصلوا على أعلى الدرجات العلمية ومع ذلك فشلوا في الحصول على وظيفة مناسبة أو تحقيق دخل جيد.. وقد تجد الواحد من هؤلاء يقول "حظي سيئ وهذا هو سبب فشلي في هذه الحياة" ..ويرى مصطفي أن هذا الشخص إنما يهرب من مواجهه فشله, ويبرر عدم توفيقه بما لا يستطيع أحد أن يلومه عليه!! والحقيقة أنه ليس هناك شئ اسمه حظ سيئ وحظ جيد , كل شئ له سبب سواء الفشل أو النجاح.
لا للأفكار السلبية
مش هينفع, ما فيش فايدة, أكيد مش هقدر , مستحيل ده يحصل..هذه بعض الجمل السلبية التي قد نستخدمها عندما يعترض طريقنا مشكلة صعبة . ويري المؤلف أننا حينما نردد هذه الجمل فإننا وبدون أن ندري نشحن أجهزة الإرادة داخلنا بحقنة في الوريد من السلبية والتخاذل قد تكون أشد وطأة من الفشل نفسه, فعندما يقول أحدنا" لن أستطيع" فهو فعلا لن يستطيع, فقد انهزم قبل أن تبدأ المباراة.
وعلي العكس تماما , إذا شحنت أجهزة الإرادة بداخلك بفيتامينات الجمل الايجابية والمتفائلة والواثقة من قدر الله سبحانه ...فستتغير حياتك تماما وإلى الأفضل.
وكلما فكرت في النجاح كنت أكثر قدرة علي تحقيق كل أحلامك, وهو ما يطلق عليه الإيحاء الايجابي فتفكيرك في النجاح طوال الوقت سيتحول إلي واقع في أسرع وقت.
خذ عندك هذا المثال: أجمع الأطباء على أن أي مريض لو اقتنع – حتي لو كان مرضه خطيرا- بقرب شفائه فإن فرص هروبه من براثن المرض تكون أكبر فعلاً من غيره.
حدد حلمك
لو حددت حلمك وعرفته فمعني ذلك أنك تملك هدفا واضحا , وستضمن وجودك علي أول درجة من سلم النجاح, وعليك التركيز في هدفك ولا تدع أي شئ أو شخص يبعدك عنه,,وهناك شئ أخر ذكّر نفسك بهدفك وحلمك من حين لآخر في السر والعلانية حتي لا تفقد الخط الذي يجب أن تسير عليه.
درب نفسك علي الايجابية
أسلوب تفكيرك يحدد أسلوب حياتك , وكلما كانت أفكارك ايجابية استطعت أن تعيش حياة رائعة وخالية من القلق.
تحد أفكارك السلبية
تعود علي احتلال كل الأفكار القاتمة الكئيبة داخلك لا تخف ولا تتراجع ولا تفكر في الهزيمة ولكن تشبث بالنصر
فكر دائما في الجانب المشرق
انظر لكل تجاربك حتي الفاشلة منها علي أنها خبرات ستجعلك أكثر صلابة وأكثر حكمة في تقييم الأمور في المرات القادمة.
الرضا
حاول أن تستمتع بما في يديك بدلا من النظر إلي ما بيد الآخرين وإذا نظرت فلتقيم الأسباب التي أوصلتهم لذلك والأخذ بها , لا للتسخط على حالك والتجهم بالقول الباطل والظن السيئ علي القدر والظروف.
خيالك سر نجاحك
الخيال هو طريقك لتحقيق كل أحلامك و وكل شئ عظيم في الحياة كان خيالا في البداية ,وسعي أصحابه لتحويله إلي حقيقة, فطالب الثانوية العامة الذي يذاكر ويتخيل نفسه في كلية من كليات القمة يحصل علي مجموع كبير والعكس يحدث بالتأكيد, وبالخيال استطاع ليوناردو دافنشي (1452-1519) صاحب الموناليزا أن يضع تصاميم للمروحية والدبابة والحاسوب وأشياء أخري كثيرة مما جعله واحدا من أذكى وأهم الشخصيات العالمية, وبالخيال استطاع العقاد أن يصنع أسطورته الخاصة ويتغلب علي نقص تعليمه وظروف مجتمعه ليصبح واحدا من أهم مفكري مصر, وبالخيال استطاع محمد أن يعمل في شركة مايكروسوفت, فمن هو محمد؟
محمد : نفسي أكون بيل جيتس!!
محمد عبد الله شاب مصري استطاع أن يتميز في مجال الكمبيوتر رغم أنه خريج كلية الألسن قسم اللغة الايطالية, وقد بدأ تفكير محمد يأخذ مأخذ بعد استماعه لمحاضرة في كليته أن الهدف منها دراسة اللغات ليس تخريج مترجمين أو مرشدين في السياحة وإنما هدفها تزويد الطالب باللغة الأجنبية للعمل والتخصص في العلوم والآداب الحديثة والتخصص في إحداها,, دفع هذا الكلام محمد لكي يبحث عن اهم هذه العلوم التي يمكن ان تغير من حياة البشر, واكتشف اننا نعيش الان ثورة الاتصالات وعلوم الكمبيوتر فقرر إتقان هذه العلوم وبدأ وهو ما زال طالبا في التدريب علي علوم الحاسب حتي حصل علي أعلى الشهادات العالمية في هذا المجال, وعندما تخرج في الجامعة تقدم للعمل في خدمة الدعم الفني لعملاء شركة مايكروسوفت ايطاليا وسويسرا ليجمع بذلك بين عشقة للغة الايطالية وعلوم الحاسب.
يقول محمد "ومن أهم الدروس التي تعلمتها في حياتي حتي الآن: أنه يجب أن تكون واثقا في ذاتك وإمكاناتك طوال الوقت. [/color]